ايلا تكتب.....
لطالما كنت أؤمن أن الذكاء ليس مجرد مسألة تفكير أو حسابات عقلية، بل هو أيضًا فن في الشعور والإحساس. العقل والقلب هما معًا القوى التي تشكل الإنسان، وحين نبحث عن التوازن بينهما، فإننا نكتشف سرّ الإنسانية.
الذكاء العقلي، في تصوري، هو القدرة على التفكير المنطقي، على حل المشكلات وتحليل الأمور بشكل عقلاني. إنه العالم الذي يظل مُحيطًا بنا بأدواته الملموسة، نراه في الرياضيات والعلوم وفي الخطط المدروسة بعناية. لكن ماذا لو كانت الحياة ليست دائمًا خاضعة لتلك القوانين؟ ماذا لو كانت بعض المسائل لا يمكن حلها بعقل بارد أو تحليل عقلي فقط؟ هنا يدخل الذكاء العاطفي، هذا البُعد الخفي الذي يربطنا بالبشرية ويجعلنا أكثر قدرة على فهم مشاعرنا ومشاعر الآخرين.
الذكاء العاطفي، في اعتقادي، ليس مجرد تعبير عن العواطف، بل هو قوة عميقة تساعدنا في التنقل بين تحديات الحياة اليومية. إنه إدراك لذاتنا، وقدرتنا على التعاطف مع الآخرين وفهم ما لا يُقال بين السطور. عندما تكون قادرًا على التواصل مع مشاعر الآخرين بصدق وشفافية، تجد أن الفجوات بين الناس تقل، وتصبح العلاقة أكثر عمقًا. في هذا العالم الذي يميل إلى التعقيد، قد يكون الذكاء العاطفي هو الجسر الذي يعبر بنا من قلب إلى قلب.
لكن، هل يمكن الفصل بين العقل والعاطفة؟ أم أن التوازن بينهما هو ما يمنحنا القوة الحقيقية؟ في لحظات كثيرة، يشعر الإنسان بالحيرة بين قرار عقلي وآخر عاطفي. هل أتصرف كما يريد عقلي أم كما يشعر قلبي؟ هذه ليست فقط معضلة فلسفية، بل هي معركة يومية يعيشها كل واحد منا. إن الاختيار بين العقل والعاطفة ليس خيارًا سهلًا، بل هو صراع داخلي مستمر بين ما يفرضه العقل وبين ما يطلبه القلب.
في النهاية، أعتقد أن الذكاء الحقيقي يكمن في قدرة الإنسان على الجمع بين هذين العنصرين. لا يمكن للعقل أن يعيش في عزلة عن العاطفة، كما لا يمكن للقلب أن يبحر في بحر من دون أن يسترشد بالعقل. الذكاء الحقيقي هو الذي يخلق التناغم بينهما، حيث يعمل العقل على توجيهنا نحو الصواب، بينما يقودنا القلب إلى الإنسانية، إلى التجربة الحية. هذه هي القوة التي تجعلنا بشرًا حقيقيين، قادرين على التفاعل مع العالم من حولنا بكل عمق وصدق.
#ايلا_ام #اسلام_الختيم #الكتابة #الكتابة_الابداعية #العقل_والقلب