ميلادٌ آخر في داخلي
أما قبل ، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا نحمده
الحمدلله لله على ماكان والحمد لله على ما سيكون ، ولله الحمد من قبل ومن بعد....
هذا العام… لم يكن مجرد أيامٍ عابرة في تقويم حياتي. كان سلسلةً من الانعطافات الحادة، واللحظات التي شعرت فيها أنني أواجه نفسي كما لو أني أقف أمام مرآة بلا زينة، بلا رتوش.
لقد عانيت، نعم… ولكن في أعماق تلك المعاناة، كنت أنضج.
كأن الألم كان معلمًا قاسيًا ولكنه صادق، يضعني أمام دروسي دون أن يمنحني فرصة للهروب.
أما المشاكل… فقد توقفت عن الهروب منها، جلست معها كأنها ضيوف غير مرحب بهم، لكنها علّمتني كيف أكون مضيفة جيدة.
كنت أظن أن الحل يكمن في السرعة… والآن أعرف أن الحل في البطء، في التأمل، في أن تراقب فوضى حياتك حتى تستقر لوحدها، دون أن تحاول جاهدًا فرض النظام عليها.
🎉✨ ميلادٌ آخر… بروحٍ أكثر صلابة!
هذا العام لم يكن مجرد مجموعة من الأيام التي مرّت في رزنامة العمر… بل كان رحلة طويلة نحو الداخل، حيث اكتشفت نفسي بشكلٍ لم أعهده من قبل.
كل تجربة، كل خيبة، كل انتصار صغير، ساهم في نحت ملامح جديدة لي. والآن، أقف في هذا اليوم وأنا أشعر أنني لا أحتفل فقط بيوم ميلادي… بل بولادة أخرى لنفسي هنالك الكثير مما تعلمته هذه السنة...:
🧘♀️ مرونة العلاقات… ومرونة الروح:
في العلاقات، تعلمت أن القرب لا يُقاس بعدد الرسائل، بل بالقدرة على الصمت معًا دون أن يشعر أحدنا بالوحدة.
أدركت أن بعض الأبواب يجب أن تُغلق بإحكام، ليس لأن من خلفها لا يستحق، بل لأن الاستمرار في طرقها هو ضربٌ من الإنكار. تعلمت أن لا شيء يستحق أن يُثقِل كاهلي. أصبحت أتعامل مع العلاقات بمرونة تشبه ماء النهر… أقترب حين أشعر بالدفء، وأبتعد حين يصبح القرب عبئًا.
صرت أؤمن أنني لا أحتاج أن أكون "كل شيء" لكل من حولي. بعض العلاقات وجدت طريقها للخروج من حياتي بهدوء، وأخرى ازدهرت في مساحتها الصحيحة.
وأهم علاقة تعلمت كيف أعتني بها… كانت علاقتي مع نفسي في القدم كنت اتعلق بشكل مبالغ فيه ، ظنا مني أنني أن قدمت الكثير عاد علي ذلك بالمثل ، لكنني تعلمت الان أن هذا ليس بالشيء الضروري.
اجيد التمسك وابرع في الإفلات هذا مبدأي الذي باتت تسير عليه علاقاتي مع الناس 🌿.
🌅 أذكار الصباح والمساء… درعٌ لا يُرى:
منحني التزامي بأذكار الصباح والمساء طمأنينة من نوع خاص. كأنني أسير كل يوم تحت سماء من الحماية والسكينة، مهما كانت العواصف تعصف بالخارج.
بدأت أرى الأشياء بوضوح أكبر، وأدركت أن السكينة لا تأتي من الخارج، بل تُزرع في الداخل ثم تُزهر.
ليس ذلك فحسب لتعلم شيئا أن مداومتك عليها تعطيك فوق طاقتك طاقة ، وتسهل لك من أمور دينك ودنياك ما لم تطقه يوما ، في البداية ستظن انك غير قادر على المواظبة عليها مرتين يوميا على مدار الأسبوع وهذا صحيح ، لكن دعني اخبرك أن الأمر أخذ مني شهرين والان ولله الحمد بت اقولهم على ظهر الغيب دون أن أنظر حتى إلى الهاتف او الكتاب ، خذ على عاتقك هذه المسؤولية وابشر بالتوفيق والسداد واهم هذه العوائد محبة الله ومبدأي الثاني : العمل مني والتوفيق من الله.
💼 إدارة الوقت… والسيطرة على الحياة:
لقد اعتدت أن أترك الأيام تسير بي كما تشاء… لكنني أدركت أنني القائد. بدأت أخطط، وألتزم. أضع أهدافًا صغيرة وأحققها واحدة تلو الأخرى.
لا يتعلق الأمر بكمية الإنجاز، بل بكوني أصبحت قادرة على إدارة وقتي بالشكل الذي يجعلني فخورة بنفسي في نهاية كل يوم ، أنظر إلى ما فعلت سائر يومي ف اشعر بشيء من الراحة النفسية، صحيح أن بعض الاشياء بعين ذاتها تأخذ مني وقتا لكن وفي نهاية الشهر أو الشهران والالتزام احققها وعليه المبدأ الثالث : كثرة التصويب مع الاستمرار سيخترق الهدف يوما لا محالة ⏳.
📝 الكتابة… ملاذي الدائم:
في هذا العام، تطورت مهاراتي في الكتابة بشكل لافت. أصبحت أكتب أكثر… وبقلبٍ أكثر انفتاحًا.
الكتابة لم تعد مجرد مهارة، بل صارت مرآة أرى فيها تطوري، وأقرأ من خلالها أفكاري التي لم أكن أعرف بوجودها.
كل نص كتبته كان خطوة إضافية نحو النضج… وكأن كل كلمة تُرتب فوضى المشاعر في داخلي ومبدأي في هذه المسألة هو :
انا ضاق صدري و وصل الغيظ الحنجرة وثقل اللسان اكتب وان امتلأت معدتي بالفراشات اكتب ، أن تنفست اكتب فالكتابة ما يحييني✍️.
🌟 ثقة… ووقار ذاتي:
كبرتُ عام آخر… وزادت ثقتي بنفسي معه.
لم يعد رأي الآخرين هاجسي الأول، بل أصبح رأيي عن ذاتي هو المعيار الوحيد. أدركت أن قيمتي لا يحددها أحد، وأنني وحدي من أملك حق تقييم نفسي.
أصبحت أقدر لحظاتي وحدي، وأحتفي بأبسط الإنجازات وكأنها نصرٌ عظيم، اكثر ما يهم أن أعرف تماما من انا ، واتقبلني كيفما كنت ، لن انتظر أحدهم أن يخبرني شيئا عني فأنا أكثر من يعرفني وشخصي لا يمكن لكل من هب ودب أن يصفها ، ومبدأ هذا الركن رأيك اسمعه ورأيي الذي يسود.
💫 إسلام جديدة… وسنة جديدة:
إنه ميلاد جديد بروح مختلفة، وعقل نضج بقدر التجارب التي مر بها.
هي سنة جديدة… وإسلام جديدة أكثر حكمة، أكثر هدوءًا، وأكثر اتساقًا مع ذاتها.
واليوم… أحتفل بكل ما كنت عليه، وبكل ما سأكونه في المستقبل، لأنني أعرف أنني ما زلت أكتب قصتي… صفحة بعد صفحة.
نضجت…
ليس لأنني أصبحت أقوى، بل لأنني صرت أكثر تصالحًا مع ضعفي.
نضجت عاطفيًا حين أدركت أن الحب لا يحتاج صخبًا ليُثبت وجوده.
نضجت روحيًا حين توقفت عن طرح الأسئلة التي لا إجابة لها، وبدأت أعيش الإجابات التي تمنحها لي الأيام بصمتٍ شديد.
لقد ولدتُ من جديد، لكن هذه المرة… ولدتُ في داخلي.
عيد ميلادي هذا العام ليس احتفالًا بمرور الزمن فقط، بل احتفالٌ بالطرق التي قطعتها روحي، وبالأماكن التي اكتشفتها في أعماقي.
✨ إلى كل من مرّ بعامٍ صعب، تذكّر: لا نخرج من المعارك كما دخلناها. نحن نخرج منها بنسخةٍ أخرى منّا… نسخةٌ أكثر صدقًا، وأقرب للحقيقة.
🎂✨ سنة جديدة تبدأ… والقادم أجمل!
إيلا إم
# عيد_ميلاد #فلسفة_الحياة #InBetweenTheLines #كاتبة_في_الظل
إيلا إم
# ميلاد_جديد #نضج_روحي #كاتبة_في_الظل #InBetweenTheLines
Ella is in :
http://www.wattpad.com/EvaR2a